fbpx

لماذا التعلم من الفشل سهل، والتعلم من النجاح أصعب؟

التعلم من الفشل يُعتبر أمرًا نسبيًا ومن السهل القيام به، ولكن التعلم من النجاح يُعَدّ أكثر تحديًا وصعوبة. لماذا هذا الاختلاف؟ هناك درس قيّم نستطيع أن نستلهمه من الكومندوز الفرنسية يُلقي الضوء على هذه الظاهرة.

عندما يتم إطلاق مشروعٍ ما ويفشل، يكون أعضاء الفريق قادرين بسهولة على تحديد الأسباب ونقاط الضعف التي أدت إلى الفشل. لكن ماذا لو كان المشروع ناجحًا؟ هنا يحدث تحيز معرفي يسمى “تحيز النتجية”، وهو ما يؤثر على طريقة تحليلنا للأداء والتنفيذ السابق. فمن خلال نجاح المشروع، يميل أفراد الفريق إلى اعتبار أنهم قد قاموا بعمل ممتاز وأن كل شيء كان مثاليًا.

لكن كيف يمكننا التغلب على هذا التحيز والاستفادة من نجاحاتنا؟ تقدم الكومندوز الفرنسية طريقة بسيطة وذكية لمعالجة هذا الأمر. بمجرد انتهاء أي مهمة وعودة الفريق إلى مقر القيادة، يتم إجراء استجواب لجميع أعضاء المهمة، والسؤال الذي يطرح عليهم هو: “أين حالفنا الحظ؟”

هذا السؤال الذي يبدو بسيطًا هو في الحقيقة عبقري، فإجاباته تكشف لنا عن جوانب غير مرئية من الأداء. قد يكون الحظ قد لعب دورًا في النجاح، ولكنه قد وقف إلى جانبنا رغم وجود نقاط ضعف وتقصير. إذاً، من المهم أن نحدد تلك المواطن التي حالفنا فيها الحظ، ونعمل على معالجة نقاط الضعف لتطوير أداءنا.

وهنا تكمن المشكلة التي تواجه الناجحين، إذ يميلون إلى الاعتقاد أن كل ما قاموا به كان صحيحًا وأن نجاحهم نتيجة لتميزهم. وفي الواقع، ربما قاموا بارتكاب أخطاء كبيرة، ولكن الحظ وقف بجانبهم وجعلهم ينجحون. لذلك، من الضروري أن نكون صادقين مع أنفسنا ونتعلم من نجاحاتنا وفشلنا على حد سواء، لكي نتمكن من التطور والنمو بشكلٍ مستدام.